لماذا ماروتا و باسيليا
دمشق – سيرياستيبس :
عندما اختارت محافظة دمشق “الياسمين” رمزاً لها كانت تُدرك أنّها تُدلل به على آلاف السنين من عمر العاصمة وياسمينها..
دمشق: إحدى أقدم مدن العالم مع تاريخ غير منقطع منذ أحد عشر ألف عام، وأقدم مدينة وعاصمة منذ عام 635 ق.م.
دمشق التي حملت في طياتها الحضارات والثقافات الأرقى و الأجمل في تاريخ البشرية .. استطاعت أن تكون حاضرة ومتصلة ومتواصلة في كل ثقافاتها ولغاتها وتسمياتها الراقية .. فقد تبارى من مروا عليها في تسمية الأرض المسقية – دمشق ..
هي مدينة الياسمين وجلّق والفيحاء و درة الشرق و شامة الدنيا و شام و كنانة الله.. و الدار المسقية.
في رُقم إيبلا ” داماسكي ” و في النصوص المصرية ” تيمساك “وفي رسائل تل العمارنة ” تيماشكي دَمَشْقا وإيميري شو ” وعند الآراميين ” ديماشقو”، وأيضاً ” دارميساك” وكلها تعني الدار المسقية والأرض المروية ..
كلها أسماء لدمشق قلب العروبة النابض .. ونبض العرب .. وحامية قضاياهم ..
ولعله كان من المهم أن يكون مشروع ال 66 قادراً أو صمم ليكون قادراً على التواصل الراقي مع الإرث الحضاري والمعماري واللغوي لمدينة غنية كدمشق ..
في الطريق إلى بناء الرؤية البصرية والمعمارية لمنطقة خلف الرازي وامتداد كفر سوسة كان البناء الجمالي والمعماري للمشروعين الذين تم الإعلان عنهما وحملا تسمية سيريانية في أجمل المعاني وأعمقها تأثيراً : السيادة – ماروتا سيتي … والجنة – باسيليا سيتي .. هي أسماء ستحملها المناطق المنظمة خلف الرازي وكفر سوسة لتكون امتداداً وتعبيراً للأرض المسقية دمشق ووعاءً لطيفاً وحانياً للتسميات التي تختزنها اللغات التي مرت على دمشق ولم تختفي . وما زالت حية في ذاكرة العاصمة القديمة تستهويها وتغازلها في كل جديد تصنعه .. فكيف وهي تخرج من حرب سوداء وقاتمة إلى المستقبل بالسيادة والجنة. أوليست دمشق هي المدينة المذكورة في النصوص والكتب الدينية والمُوصى عليها بالحماية ..
اليوم “الجنة والسيادة ” باللغة السيريانية وغداً مناطق بناء وإشادة أخرى ستعبر عن الحياة والفرح والأصالة بلغات السيد المسيح و الكنعانيين و رسول العرب وكل من مرّ حاملا السلام والمحبة والإرث الحضاري والرقي .
عندما بدأ مشروع الـ 66 كانت الأنظار تتجه إلى خلق بقعة معمارية استثنائية في العاصمة دمشق . لقد كانت الفكرة موجهة ليكون “البناء موقفاً من الحرب .. والتنظيم موقفا من العشوائيات “.. ومن أجل ذلك ستكون “ماروتا وباسيليا ” شواهد لقدرة السوريين على إعمار بلدهم والتفنن في المزج بين كل ما مرّ عليهم من جمال وحضارات .. مؤكدين نبذهم للظلام والتطرف .. والحرب
ستكون السيادة والجنة ” ماروتا وباسيليا ” وجوهاً جديدة لدمشق ومنها وفيها سيظهر الإبداع السوري .. لينتقل إلى كل المحافظات ملامساً احتياجات المدن والمناطق السورية المختلفة ومن أجل ذلك كان قرار الدولة بنقل التجربة وفقا لخصوصية كل مدينة ومنطقة وبالتالي لن يكون حكراً على فئات معينة .
المشروعان ” ماروتا وباسيليا ” سيكونان نافذة راقية وعصرية لإطلالة دمشق مؤكدةً موقعها التجاري والاستثماري والاقتصادي ..
مشروعان سيحدثان النقلة المعمارية المواكبة لما هو موجود في أغنى مدن العالم وأجملها ..
مشروعان سيجسدان الرغبة السورية في العودة الى المستقبل وليس إلى ما قبل الحرب .
دمشق الشام القابضة ” عشاق دمشق يدللونها بالشام ” لعلها خطوة قوية وشجاعة لإحداث نقلة حقيقة لدمشق .. مدينة الحضارات والتجار والموهوبين ..
موفقة محافظة دمشق باختيار الياسمين دلالة لها .. محقة بامتلاك مفاتيح ماروتا وباسيليا .. مبشرة بمستقبل يسير نحو التطور والمواكبة ومضاهاة أرقى وأحدث المدن التجارية والاقتصادية .. مع توفر الفرق بامتلاكها الحضارات والثقافات التي ما زالت تسقيها حباً و ألقاً كما تسقي ياسمينها
: